المحامي والمتقاضين
بقلم المستشار / احمد علاء
منسق الدورات التدريبية بالنادي
بعض المتقاضين يرون
ان المحامي صاحب رسالة مقدسة رسالته إحقاق الحق ودمغ الباطل ، هو حامي الضعفاء
نصير المظلومين داحض كيد الماكرين ، فالمحامي حامل شعلة النور ليبدد ظلام الظلم
وينير درب القاضي ليحكم بالحق .
والبعض الاخر يعتقد
بان المحامي هو انسان ثرثار ، لايتكلم الا عندما يقبض ، وبقدر مايقبض يتكلم ،
يدافع عن الظالم او المظلوم لايهم المهم انه يقبض ، لانه انسان جشع يحاول اطالة
امد التقاضي لكي يقبض اكثر ، ومتى وجد قاضي عادل فانه لا حاجة للمحامي اصلا ، وانه
اذا كان في كل خصومة محاميان محامي عن المدعي ومحامي عن المدعى عليه ، فانه لابد
وان يكون احدهما غير صادق ويدافع عن الباطل ، وعليه يكون نصف المحامين يدافعون عن
الباطل ، ،واذا اخذنا العكس بان المحامي الذي وقف يدافع عن الحق سوف يقبل قضية
اخرى ليدافع عن الباطل وبالتالي يكون كل المحامين يدافعون عن الباطل ، لذلك مهنة
المحاماة حرام في حرام ، ويجب منعها حيث انهم يلبسون الحق بالباطل ويربكون عمل
القضاء .
والحقيقة وسط بين
الرأيين ، وان كان سمة بعض المحامين الجشع ، فان هذا لا يؤثر على المهنة ذاتها
فالرسالة شريفة والمهنة نبيلة وهي ضرورية ، ولا يضيرها من يسيئون اليها ، لان في
كل مهنة بعض الاشخاص الذين يسيئون لها دون ان يؤثر ذلك على المهنة واهميتها ، وانه
يجب ان يعلم الكافة بان المحامي يمثل وجهة نظر موكله ويدافع عنها ويقويها بالادلة
القانونية ، وهو بذلك يمثل كفة واحدة من كفتي الميزان ، اما وزن كفتي الميزان
والترجيح فهي مهمة القاضي ، وبهذا العمل تصنع العدالة .
وليعلم الكافة ايضا
بان القاضي قبل ان يكون قاضيا كان وكيل نيابة ، ووكيل النيابة في القضايا الجنائية
يمثل كفة واحدة من كفتي الميزان اذ انه يقوم بالتحقيق مع المتهم وجمع الادلة التي
تدينه وتقديمه للمحاكمة ، ثم يتولى المحامي الكفة الاخرى للميزان حيث يفند هذه
الادلة ويبطلها ، حتى ياتي دور القاضي ليرجح كفتي الميزان ويصدر حكمه بالبراءة او
الادانة ، يضاف الى ذلك ان هناك كثير من القضاه يتركون القضاء ويعملون في المحاماة
، فيتركون مهمة وزن كفتي الميزان وينتقلون الى تمثيل كفة واحدة فقط ، دون ان ينقص
ذلك من مهنة القضاء او المحاماة بشيء ، لذلك فان مهنة المحاماة تقوم على بذل الجهد
والعناية القانونية لتقوية حجة الموكل وليس تحقيق نتيجة بكسب الحكم .