المستشار/ عبدالله زيتون
عضو نادي قضاة التحكيم الدولي
عضو
جهاز التفتيش بالتعليم المصرى
والدكتوره / رينية صبحى ــ الفنانة التشكيليه
ومعلمة التربيه الفنية
حول الصيغ الإبداعية في نحت القرن العشرين كمدخل لتنمية التفكيرالابداعى للموهوبين
Creative
Forms in the Twentieth Century Sculpture as an Approach for Developing Creative
Thinking of Talented Students
هذا هو موضوع البحث الذى تقدمت
به الدكتورة رينية صبحى فهمى حنا ـ لرسالة
الدكتوراة:
وذلك من خلال اهتمامها بمجال عملها كمعلمة تربية فنية
واهتمامها بالطلبة الموهوبين
وفى حوار طويل مع الدكتورة
رينية صبحى قالت :
تسعي مراكز
الموهوبين إلي تأكيد الجوانب الإبداعية لدي التلاميذ فمنهم من سيكون في
المستقبل مهندسا، معماريا، طبيبا، مخترعا أو أديبا مما يتطلب تنمية هذه الجوانب
عن طريق الفن و تقوم مراكز رعاية الموهوبين، بتقديم الرعاية التربوية من
خلال البرامج التي تقدم في المؤسسات التربوية، التعليمية، المدارس
والمركز مباشرة أو بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية.
"ومن الأهداف المرتبطة بالفن والتربية الفنية في مراكز
الموهوبين:
تقديم
الرعاية لكل التلاميذ للبحث عن الموهبة بداخلهم واكتشافها ثم تقديم الرعاية
المناسبة لمجال الموهبة الذي تم اكتشافه،اكتشاف
الموهبة لدي التلاميذ يكون اكتشافا لنوعية الموهبة وطبيعتها وليس اكتشافاً
لفئة معينة من التلاميذ حيث توجد الموهبة داخل كل الأفراد ولا يوجد
فرد ليس لدية موهبة ما، تظهر الموهبة لدي التلاميذ في صورة آداء
متميز وخاصة عند توافر المواهب المتنوعة المثيرة للخيال والتفكير الإبداعي،عملية اكتشاف ورعاية الموهوبين لا تقف عند
مرحلة عمرية معينة ولا ترتبط بمرحلة تعليمية دون أخري وانما يجب إعداد
التلاميذ الموهوبين للإسهام في التقدم الحضاري للوطن وإيجاد بيئة تربويه مناسبة للتلاميذ الموهوبين لإبراز
قدراتهم وتنمية موهبتهم، تقديم الرعاية
العلمية وفق ميول واتجاهات التلاميذ الموهوبين.
والكشف عن مصادر التفرد
الإبداعي لدي التلاميذ الموهوبين مما يسهم في تكوين رؤية فنية ووعي
ثقافي بمصادر الإبداع الحضاري، تبيان المصادر الإبداعية لدي التلاميذ
الموهوبين. معاونه التلاميذ علي مواصلة التقدم وتدريبهم علي التفكير
والبحث العلمي والإبداع والتجديد والاختراع.
ويكون
ذلك من خلال برامج مركز رعاية الموهوبين وهي عبارة عن برامج من الإدارة
العامة لرعاية الموهوبين يقوم المركز بتصميمها وتنفيذها وفق الإطار
العام للبرامج الأثرائيه المعتمدة خاصة لرعاية التلاميذ الموهوبين،
ويتم ذلك في اليوم الدراسي،الفترة المسائية، أيام الخميس و الأجازات
الفصلية والصيفية. تكون رعاية التلاميذ الموهوبين كالتالي: يتم وضع
الهيكل العام للبرنامج الخاص برعاية التلاميذ الموهوبين في المدرسة وذلك
من خلال وضع خطة سنوية تشمل صياغة الأهداف بشكل واضح مع تحديد مجالات
العمل المختلفة وتقسيم الأدوار والمسئوليات بشكل سليم علي أعضاء الفريق، تقويم
الاحتياجات الخاصة للتلاميذ الموهوبين للتعرف علي التغيرات التي تتحقق
من البرنامج، الاهتمام باختيار البرامج والأنشطة التي تلبي حاجات
التلاميذ الموهوبين وبما أن البرامج الخاصة برعاية التلاميذ توضع
من قبل المدرسة تمشياً مع الظروف المحيطة، لذلك من الضروري التعريف
بالإبداع، "حيث يعرف البعض الإبداع بأنه النشاط أو السلوك الذي يؤدي إلي
إنتاج شئ جديد وقيم من أجل المجتمع، أو تنظيم جديد لعناصر سبق لها
الوجود. "وضعت الجمعية القومية الأمريكية للتربية الإبداعية والثقافية
تعريفاً للإبداع علي أنه" نشاط تخيلي منظم، يؤدي إلي نتائج
أصيله ولها قيمة"، يصف
قاموس اكسفورد الإبداع بأنه: " امتلاك خصائص التحليل، الاختراع، الجدة، الإجرائية،
الأصاله
. "وفي تعريف الإبداع ميز بعض العلماء بين أربعة جوانب رئيسية أطلقوا عليها
حروف P الأربعة للإبداع
-.The 4 P's of creativity وتتعلق
هذه الجوانب بالشخص المبدع
person بينما يتعلق الجانب
الثاني بعملية الإبداع process والثالث بالناتج الإبداعي product أما
الجانب الرابع فيتعلق بعمليات النشر أو الإذاعة
للإبداع press وكذلك العمليات الاجتماعية التي تضغط في اتجاه
تيسير الإبداع أو إعاقته"، وهناك علاقة بين القدرات الإبداعية أي
القدرات التي من شأنها أن تساعد الأفراد علي إظهار أنواع من الإنتاج
الإبداعي أو الابتكاري الذي يتسم بالطلاقة والمرونة والمهارة وبين السمات
المزاجية للشخصية وهي عبارة عن الاستعدادات الوجدانية العامة لدي الشخص. والصيغ
الإبداعية في فن النحت الحديث يمكن الاستفادة منها في التدريس للموهوبين
وكذلك الكشف عن منابع الإبداع عند النحاتين في:
توجيه ميول واتجاهات التلاميذ
الموهوبين، تنمية الجوانب الإبداعية عند التلاميذ
الموهوبين وذلك من خلال الكشف عن منابع الإبداع في أعمال النحاتين حتي يمكن
الاستفادة من تجاربهم الفنية والإبداعية في التأكيد والتركيز علي هذه
الجوانب عند التلاميذ الموهوبين وتدعيمها لتأكيد نمو خبراتهم الفنية وتكون
منطلقا لإبداعهم وتدعيماً لقدراتهم والتلميذ الموهوب لا يكتفي بتحقيق التوازن في
التكوين الفني فقط والتوافق بين الخامات المتنوعة ولكنه يحمل طاقة
إبداعية يوظف فيها التلميذ الموهوب بعداً ثقافياً للبيئة المحيطة به علي اعتبار
أنه منتج ثقافي محمل بالأفكار. و قد شهد القرن العشرين تنوعا ثقافيا علي
مستوي العالم والذي يؤكد وجود روافد متنوعة للفكر الإبداعي في كل مجالات
الحياة و فى الفن التشكيلي وظهرت حركات فنية ذات منابع فكرية متنوعة ورغم ذلك
تأكدت الفردية المميزة لكل فنان والتي تؤكد وجود منابع خاصة لكل فنان
بجانب المنابع العامة والتي تمثل منطلقاً للإبداع.
وتعددت مصادر الإبداع في القرن
العشرين فجاءت أعمال الفنانين ممثلة لهذا القرن كنتيجة
للوعي بمقوماته الحضارية وما صاحبها من تغيرات علمية وفلسفية وسياسية
واقتصادية واجتماعية. وظهرت أبعاد تعبيرية جديدة للمنتج الفني ممثلة لحضارة
هذا القرن. مثل استخدام الفنان للمؤثرات الفنية كالصوت
والضوء والحركة وانعكاسات الأشعة علي الأشكال أو في الفراغ بحيث أصبحت كلها
عناصر هامة ومؤثرة من عناصر الإبداع الفني، كما أشار "مارشال
ماكلوهان M.Mcluhun " إلي أن وسائل الاتصال
المرئية الحديثة، جمعت وسائل مختلطة بين الحركة والصوت والضوء والحقيقة
المادية والأثر النفسي في مشهد بيئي يحصر المشاهد ويستدعي حواسه بطريقة
مباشرة بدلاً من مواجهته بالشئ أو الصورة المباشرة ،فتكونت رؤى غير تقليدية ومتنوعة الاتجاهات والأساليب
تتناسب مع تنوع ميول واستعدادات وقدرات التلاميذ الموهوبين حتي
يمكن الاستفادة منها في توجيه وتنمية كل فيما يتناسب معه ويتلاءم مع خبراته. "مما
يؤكد أن الإبداع الفني كثير ما يجئ مشروطاً ومرتبطا بالكثير من العوامل
الحضارية التي تشبع في البيئة الفنية المحيطة بالفنان.
وحيث أن مركز الموهوبين هو مجال
عمل الباحثة وجدت أهمية: تفعيل دور فن النحت، تدعيم الفكر
الإبداعي العام والخاص للتلاميذ بمراكز الموهوبينوضرورة أن تتضمن الدراسة بعض
الأعمال الفنية التي تميز بها فن النحت في القرن العشرين
للكشف عن الجوانب الإبداعية عند بعض فناني هذا القرن.
وعرض هذه المادة العلمية في
برامج مركز رعاية الموهوبين التابع لوزارة التربية
والتعليم. لكي نوسع رؤيتهم ويصل التلاميذ الموهوبون إلي خبرات جديدة
لكي نتوسع بنظرته لفنون القرن العشرين كلآ وفقا لقدراته وما يتفق مع شخصيته
وإيجاد مداخل إبداعية جديدة تتماشي مع أنماط التلاميذ المترددين علي مراكز
الموهوبين ويؤكد ذلك "محمود البسيوني
" إن الفن ترجمة تشكيلية لاستجابة الشخص الكلية"