نبذة تاريخية عن التحكيم
اعداد مستشار متخصص / احمد بلتاجي
عضو نادي قضاة التحكيم الدولي ـ مصر
في الماضي البعيد . كان مبدأ استخدام القوة والانتقام الفردي أو الجماعي هو السلوك السائد في حل المنازعات التى تنشأ بين الأفراد والقبائل. وظلت البشرية على هذا الحال إلى أن شعر الإنسان بالحاجة الماسة إلى ما يعيد إليه أمنية وأمانة واستقراره . حيث حل التصالح والتحكيم محل القوة والأرقام . وذلك بفضل الآراء المستنير و الراحة التى أتى بها بيرث أتى بها شيوخ القبائل وزعماءها . والذين أدركوا فهى توغل الصدور وتشغل الحروب وتفقد الشعور بالأمن والأمان والطمأنينة.
1 . بداية التحكيم :
قد اختلف كثير من علماء التاريخ في زمن بداية التحكيم ونشأته فمنهم من ارجع الفضل في ظهور وانتشار للدماء المصرين لما عرف عنهم من تقدم فى شتى المجالات وخاصة فى إلا القانونية . ومنهم من ارجع فكرة التحكيم المعروفة لدينا الآن إلى العصر الرومانى والإغراء نظرا لأهمية دور الكهنة ورجال الكنيسة فى ترسيخ . ومنهم من الصق علي التحكيم انه نظام حديث ليس له أصل من الماضي وان كل نقاش حول قدم التحكيم وزمان نشأته . إنما هو نقاش حول تاريخ القضاء وليس التحكيم .
2 . التحكيم عند القدماء المصرين :
لقد عرف القدماء المصرين نظام التحكيم بصورته العرفية والرسمية . فالحكم في ذللك الوقت كلن يعد عرفي . إذا ما لجأ الأطراف إلى أحد كبار الأسوة أو علية القوم فيكم بينهم فيما تنازع فية . فيكون حكمه ملزما لهم بصفة أدبية أكثر من كونها رسمية وذلك احتراما ومهابتا لصاحب الحكم فكان بتول سلطة القضاء بنفس أو عن طريق أعوانه من الموظفين أو الكهنة . بالانتخاب حيث كانت المركزية في عصر الأسرة الرابعة وما تلاها من العصور هي الصفة الغالبة للحكم وعنوانا له . ثم ما لبث أن انفراد أمراء الأقاليم بالسلطة وعن الملك وبالتحديد في عصر الأسرة السادسة فأصبح كل أمير لإقليم هو القاضي . فيصل في الخصومات المعروضة عليه بحكم نهائي لا يقبل الطعن فيه .
3 . التحكيم عند الإغراق والرمان :
كانت عصور الإغريق هى أول العصور التى اعرف التحكيم بعد انتهاء عصور القدماء المصرين . فقد عرفت التحكيم فى شتي المجالات القانونية والسياسية والاقتصادية . سواء على النطاق الداخلى . ففى مجال العلاقات الداخلية . كان يلزم كل مواطن من لمواطنين أثينا ( اليونان ) تسجيل اسمه فى قوائم المحكمين للقيام بة مهمة . وكانت مهمة المحكم الإصلاح بين الخميني . فإن أخفق إصدار قراره مشفوعا بقسم . قابلا للاستئناف أمام المحاكم الشعبية. فتح هذه المحكمة النزاع إلى هيئة المحكمين للإصلاح بين المتخاصمين . فإن طعن فى الحكم مرة أخري رفع الأمر ثانيا إلى المحاكم الشعبية .
أما في مجال العلاقات الخارجية . فقد كان هناك مجلس دائم للتحكيم يتولى الفصل فى المنازعات التي تقوم بين المدن اليونانية . سواء فيما يتعلق بالمسائل المدنية أو التجارية .
أما في العهد الروماني القديم فقد كان الملك يتولى بمعاونة الكهنة تحديد العقوبات والتي قد تصل إلى حد الموت أحيانا . أما المسائل المدنية أو التجارية فقد أنشأت لها وظيفة خاصة . يتولاها حاكم يسمى " البريتور " ويقتصر دورة على سماع ادعاءات الخصوم وتسجيلها ثم يرفع النزاع برمته إلى المحكم الذي يختار الخصوم ليفصل في نزاعهم .
4 . التحكيم في الفقه الاسلامى :
لقد جاء الإسلام حاملا بين طياته كثيرا من القواعد والمبادئ السمحة التي ساعدت على توطيد العلاقات السورية بين الأفراد والجماعات . وأدت بطريقة مباشرة الى رقى الأداء الفردى فى شتى مجلات الحياة . فقلت البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور . ومن الضلالة إلى الرشاد . ومن الفناء إلى الرخاء .
وقد عرف الإسلام التحكيم كأسلوب من أساليب فض المنازعات بين الأفراد . وقد جاءت مشروعية التحكيم بالكتاب والسنة والإجماع وعمل الصحابة وفيما يلى كل منهم بالترتيب على النحو الاتى :
.. القرآن الكريم
.. السنة النبوية
..الإجماع وعمل الصحابة
.. التنظيم التشريعى للتحكيم في مصر
.. تطوير التنظيم التشريعي للتحكيم فى فرنسا