كود ذكر المصدر

الراديو

...

كود مشاركة المواضيع في الفيس وتويتر

اخر الاخبار

اترك رسالتك

تحديث

.

.

.

.

مجلة نادي قضاة التحكيم الدولي | التحكيم في الفقة الإسلامي اعداد مستشار متخصص / احمد بلتاجي





  
التحكيم في الفقة الإسلامي
 اعداد مستشار متخصص / احمد بلتاجي
عضو نادي قضاة التحكيم الدولي ـ مصر

 لقد جاء الإسلام حاملا بين طياته كثيرا من القواعد والمبادئ السمحة التى ساعدت على توطيد العلاقات السورية بين الأفراد والجماعات وأدت بطريقة مباشرة الى رقي الأداء الفردى في شتى مجلات الحياة . فقلت البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور . ومن الضلالة إلى الرشاد . ومن الفناء إلى الرخاء . وقد عرف الإسلام التحكيم كأسلوب من أساليب فض المنازعات بين الأفراد . وقد جاءت مشروعية التحكيم بالكتاب والسنة والإجماع وعمل الصحابة وفيما يلى تفصيلا لكل منها بالترتيب على النحو الآتى : 1 : القرآن الكريم : لقد ذكر الحق تبارك وتعالى التحكيم فى أكثر من موضوع فى كتابه الحكيم . مؤكدا على قيمة التحكيم فى حل الخلافات الأسرية التى تنشأ بين الزوجين ورا الصدع فى كيان الأسرة التى تعد النواة الأولى فى المجتمع . حيث نص الشارع على أنه من حق كلا الزوجين فى حالة حدوث شقاق فى علاقتهما الزوجية التى مازالت قائمة الحق فى أن يلجأ إلى رجل صالح من أهلهما يتوسمان فيه جراحة العقل وحسن المنطق والخلق لكى يكون لحل النزاع القائم بينهما . وفى ذلك بقول الحق تبارك وتعالى فى سورة النساء " وان ختم شقاق بينهما فبعث حكما من أهله وكما من أهلها أن يريد إصلاح يوفق الله بينهما أن الله كان عليا خبيرا " . وقول الله تعالى " أن الله يأمركم أن تؤدي الأمانات إلى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل أن الله نعما يعظكم به أن الله كان سميعا بصيرا " . وقول الله تعالى " اذا دخلوا على داود فزع منهم قالوا لا تخف خصما بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط وأهدنا إلى سواء الصراط " 2 : السنة النبوية : لقد ورد كثير من الأحاديث النبوية التى تؤكد مشروعية التحكيم . باعتباره ولاية حكم كالقضاء . وإن كان منه مرتبة . إذ بانعقاد التحكيم صحيحا انعقدت سلطة المحاكم فى نظر النزاع والفصل فية . فقد جاء عن اليزيد بن المقام بن مشرعة بن هانئ الحارثى عن أبيه المقدم عن شريح بن هانىء قال : " حدثنى هانىء بن يزيد انه لما وفد إلى النبى صلى الله عليه وسلم " فقال : أن الله هو الحكم وإليه الحكم ؟ فقال لا ، ولكن قومى اذا اختلفوا فى شئ أتون فحكم بينهم فرضى كلا الطرفين ، قال صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا ، ثم قال ما دلون بامرك قلت : لى شريح ، قال : فأنت أبو شريح ، ودعاله وولده " . ومن هذا يتضح لنا كيف استحسن النبى صلى الله عليه وسلم التحكيم واقره فاصبح بمثابة السنة المتبعة والحكم المقرر . وقول رسول الله صلى الله علية وسلم " إنما انا بشر وانكم تختصمون إلى ، لعل بعضكم أن يكون الحن بحجته من بعض فاقضى بنحو مما اسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا قال يأخذه ، فإنما اقطع قطع من النار " . 3 : الإجماع وعمل الصحابة : ولقد أجمعت الأمة الإسلامية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على جواز التحكيم ، فأجاب التحكيم بين اثنين لرجل غير قاضى ، لما رواه البيهقى أن عمر وأبى بن كعب تحاكم إلى زيد بن ثابت ، وأن عثمان وطلحة تحاكما إلى جبير بن مطعم ولم يخالفهم احد، فاعتبر ذلك إجماعا. أما المذاهب الأربعة فقد اتفقت جميعا على جواز التحكيم فى الأموال وما فى حكمها . أما عدا ذلك كالحدود وحقوق الله المالية كالزكاة، فإن الجمهور قد اتفق على أنه لا يجوز فيها التحكيم ، لأن الشارع استلزم فيمن يباشرها أن يكون لصاحبها . ومن هذه النبذة التاريخية يتضح لنا أن التحكيم قد ظهر القضاء ومنظومته التى تكونت عبر السنين ، فأصبح بذلك خير وسيلة لفض المنازعات بالطرق السلمية في عصرنا الحالى .