كيـــف تتقن فـــــن الحــــوار
؟
بقلم المستشار/ جامع مرزوك
المنسق العام لنادي قضاة التحكيم الدولي ـ المغرب
عضو لجنة التنمية البشرية بالنادي
محكم دولي فئة ب
رئيس جمعيه نجاح للتنمية البشرية
يعرف الحوار بانه نقاش يديره اطراف بطريقة متكافئة حول نازلة معينة ليدلي
كل منهم بوجهة نظره ، من اجل تصحيح كلام او اظهار حجة او دفع شبهة ا واثبات حق او
الرد على الفاسد من القول .ويعتبر الحوار مطلبا انسانيا راقيا بعيدا عن العصبية
والتعصب لا لفكرة او لعرق او لدين اولنسب . والغاية منه التعاون بين الاطراف من
اجل اقناع بعضهم بعضا ،بازالة الغموض في القول ، والشحناء في النبرة والعبوس في
الوجه للوقوف على الثابث من القول والرأي .ويعتبر فن الحوار من اهم ما يجب امتلاكه
من اجل كسب حب الناس والوصول الى الدرجة العالية من الاقناع ، والثأثير في افراد المجتمع الذي يعيش فيه
.وللحوار قواعد مهمة وعملية يجب معرفتها :
اولا :دعه يتحدث ولا تقاطعه
الانسان بطبعه يميل الى من يستمع
اليه اكثر من الذي يتحدث ، لذلك يجب ان ندع الاخر يعبر عن وجهة نظره ، ونبحث خلال
حديثه عن النقاط المهمة و التي يمكن اعتبارها منسجمة مع وجهة نظرنا نحن ، وندرجها
في الحديث بطريقة نؤكد فيها انها من اقتراحه ، وانه هو من الفت انتباهنا اليها ،
ونؤكد على اهميتها بالنسبة الينا .
ثانيا :قم بإلغاء كلما تراه يثير الغضب والتنافر
خلال حديثك انظر الى لغة جسد مخاطبك ، واحرس على قراءتها بسرعة ، لتساعدك
على تجنب اي اصطدام معه ، دون ان تفارقك
الابتسامة والايحاء له بالشعور بالارتياح والاستمتاع اكثر بالحديث معه. ودع عنك
الغضب وردات الفعل الغير منطقية والعفوية تجنبا لهدم عمود الحوار الذي نشأ بينكما
منذ البداية ، لان الغضب يثير مشاعر سلبية تلغي المنطق وتشيع العصبية والعناد .
ثالثا :لا تتمسك برأيك حتى الموت
اجعل محاورك يفهم انه اذا اقنعك بفكرته سوف تتقبلها، فمن الممكن جدا ان
تبدو لك خاطئة في اول الامر ومع الحوار
يتضح انها الصواب . ويمكن ان تكون على صواب ومع الحديث يفهم انه مخطئ . اذن فالرأي
في ففلسفة الحوار يحتمل الوجهان لذلك
فالمرونة مطلوبة في الحوار وتنقيح الفكرة او ضحضها او اعادة تركيبها من جديد امر
محتمل الوقوع .
رابعا : اعمل بمدأ الرجوع الى الحق فضيلة
تعلم فن الاعتذار اذا كنت على خطأ ولا تخجل ابدا في التعبير عن هذا
الاعتذار بكل عفوية وثقة بالنفس من اجل اشعار محاورك بقيمتك وقوة شخصيتك ، لانه لا
يمكن ان يعتذر الا القوي والواثق بنفسه . وستراه يستكمل الحديث بكل اريحية
واطمئنان .
خامسا : حاور بمنطق الابتعاد عن الجدال العقيم
فالحوار الغير منطقي والغير مجدي ،غالبا ما يوصلنا الى نتائج سلبية وغير
واضحة وعقيمة . ومن علامات الجدال ارتفاع نبرة الصوت والصراخ ، ومحاولة فرض حجج
واهية رغم ضعفها بتكرارها بشكل ببغائي . اضافة الى حركات عشوائية بالايدي . كلها
اعراض تنذر بعقمية الجدال وتحويل الحوار عن مساره الحقيقي والمرغوب . لذلك
فالمحاور البارع يبتعد عن كل ما يمكنه ان يحيد بالحديث الى غير هدفه ، فيخفض صوته
ايحاءا لمحاوره على الهدوء والسكينة .
سادسا : تعلم فن الانصات
انتقل بنفسك من مجرد مستمع عادي ، الى المنصت الهادئ لان الاستماع اقل
اهمية من الانصات، هذا الاخير الذي يعتبر احسن قناة للتفاهم والتناغم والاندماج ،
وبراعة المحاور في قوة انصاته ، تجده ينصت بكل حواسه وينسجم بجسده مع المتحدث حتى
يتمم حديثه ، ويبدأ بعدها في صياغة ما قاله بطريقته ، ليبن للمحاور انه تابع حديثه
باهتمام وجدية مما يسهل عليه تمرير افكاره ووجهة نظره بكل سلاسة ويسر .
سابعا : كن ايجابيا ولا تسيء الظن بمحاورك مهما كان .
الايجابية في التفكير تجعل منك محاورا لبقا ورجل اتصال عظيم ، تتسلل الى
القلوب بسهولة وتفرض اراءك على كل من حولك . اما سوء الظن بالاخر يجعلك دوما في
وضعية الهجوم ، فتجد نفسك لا شعوريا تحلل كل كلمة تصدر من الاخر بشكل سلبي ، ممايؤثر على ردودك ويجعلها مشحونة
بالسلبية وسوء الظن . فتنجح في اثارة واستفزاز الطرف الاخر وتجعله ينتفض ويصد
ويهاجم ولا يقبل ما سوف تقوله بعد ذلك .