#مصر_2015 .... حكمة رئيس برتبة مشير
------------------------------------------
------------------------------------------
بقلم د / حنان خطايبي
مصر أنهت عاماً مليئاً بالتحديات والطموحات والإخفاقات والتحركات على كل
الجبهات داخلياً وخارجياً بشكل يدعو إلى التأمل في آثار كل تلك الأزمات
والصدمات على حالة المصريين.. ففي الأيام الأولى من هذا العام، الذي أوشك
على الانتهاء، واجهت البلاد حادث اختطاف 21 مصريا قبطيا في ليبيا، والذي
انتهى بذبحهم من قبل مجرمي داعش في مشهد ثقيل.. وهو الأمر الذي واجهته
القاهرة بتوجيه ضربة جوية سريعة انتقاما لمواطنيها.
وقبل ذلك وبعده
واصلت مصر دعوتها المستمرة لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي لكي يتمكن من
مواجهة إرهاب داعش، وهى القضية ذاتها التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي
أمام رئيس الحكومة الائتلافية الليبية الجديد خلال لقائهما.
مواجهة
مصر لداعش لم تقف عند ليبيا، بل انطلقت في الأصل برؤية واستراتيجية مختلفة
في سيناء، حيث حققت قوات الجيش المصري تقدما كبيراً في تجفيف مناطق تواجد
الإرهابيين في مثلث رفح - العريش - الشيخ زويد، وأخلت حدودها المتاخمة
لقطاع غزة، وزادت على ذلك بإغراق الحدود ببحيرة من مياه المتوسط بشكل وضع
حداً لمشكلة الأنفاق التي أرقت الأمن المصري
ويرى مراقبون مصريون أن
تطوير علاقات مصر الخارجية كان أحد أهم الملفات على الإطلاق، إذ قام
الرئيس السيسي بـ 28 جولة خارجية شملت غالب الدول العربية، وروسيا، والصين،
هذا بالإضافة إلى دول أوروبية، إذ زار فرنسا، التي ربطتها بالقاهرة علاقات
سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة، وتوجه إلى ألمانيا وبريطانيا، والتي ظلت
حتى وقت قريب مصدرا للقلق بالنسبة للمصريين باعتبارها أحد مقرات عدد كبير
من قادة جماعة الإخوان في الخارج.
مصر، حين استضافت القمة العربية، طالبت بتشكيل القوة العربية المشتركة وحصلت على موافقة المشاركين.
الحلم المصري، الذي أجهضته السعودية لأسباب لا يزال مراقبون يرونها غير مفهومة، بالرغم من أن هناك من يؤكد من بين الأسباب المحتملة هو تنازع زعامة العرب بين السعودية ومصر.
مصر، حين استضافت القمة العربية، طالبت بتشكيل القوة العربية المشتركة وحصلت على موافقة المشاركين.
الحلم المصري، الذي أجهضته السعودية لأسباب لا يزال مراقبون يرونها غير مفهومة، بالرغم من أن هناك من يؤكد من بين الأسباب المحتملة هو تنازع زعامة العرب بين السعودية ومصر.
فالرياض، التي لم تدعم إنشاء القوة
العربية المشتركة لحاجة الأمر لوقت كاف لدراسته، هي ذاتها، التي أحرجت مصر
مرتين.. الأولى حين شكلت التحالف العربي للقتال في اليمن عشية انعقاد القمة
العربية في القاهرة، والثانية عندما أعلن وزير الدفاع وولي ولي العهد
السعودي محمد بن سلمان تشكيل التحالف الإسلامي عشية زيارته للقاهرة، وهو
الأمر الذي بدا في المرتين مفاجئاً للقيادة المصرية.
الاختلافات المصرية السعودية خرجت من التحالفات إلى تباين الرؤى بشأن مستقبل سوريا، وهو الأمر الذي ظهر جليا في مفاوضات #فيينا1 و #فيينا2
ثم التحركات الأخيرة، أمر سبقه فتور واضح في علاقات البلدين، وهو ما
استدعى تحريك الماء الراكد بتوقيع اتفاق بمجلس تنسيقي مصري سعودي وإعلان
دعم سعودي جديد لمصر تمثل بمليارات الدولارات وبتوريد النفط لخمس سنوات.
التسليح المصري كان ملفا مهماً بالنسبة للقاهرة.. فقد تم خلال عام ونصف
عقد صفقات تخطت حاجز الـ10 مليارات دولار، الأمر الذي يرى فيه خبراء
عسكريون نقلة نوعية في تسليح الجيش المصنف عاشراً دوليا والأقوى عربياً.
ودخلت إلى مصر لأول مرة حاملتا الطائرات #ميسترال
بمباركة روسية ودعم سعودي وفرنسي، وتم توقيع صفقات تسليح أخرى مع روسيا
من بينها منظومة الدفاع الجوي إس 300 ، والمروحية "كا – 52"، وغيرها، إلى
جانب الطائرة الفرنسية "رافال"، والغواصة الألمانية، والفرقاطة الفرنسية
فريم، وكلها قفزت بمصر تسليحيا بشكل واضح.
خلال 2015، تم تدشين عدد
من المشروعات القومية، التي التف حولها المصريون وجددت فيهم الأمل.. من بين
هذه المشروعات قناة السويس الجديدة، ومشروع شرق التفريعة شرق قناة السويس،
ومشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان، ومشروع الضبعة النووي، الذي حول
حلما تعطل 60 عاما إلى واقع بمساعدة روسية.. وإلى جانب كل ذلك، فقد نجحت
مصر أخيراً في انتخاب أعضاء مجلس النواب بعد سيناريوهات عديدة انتهت
باختيار برلمان ستعقد جلسته الإجرائية الأولى في 10 يناير/كانون الثاني
المقبل .
واجهت مصر تحديات عديدة لعل أصعبها وأكثرها تأثيراً على
الإطلاق صدمة سقوط الطائرة الروسية، والتي تسببت في جفاف سياحي في شرم
الشيخ.
مصر مازالت في غمار تحديات كثيرة تواجهها العام المقبل لعل
أولها اختيار رئيس لمجلس النواب، وعبور تحدى ذكرى يناير، واستكمال
المشروعات القومية الكبرى . #تمنياتنا_بعام_سعيد_لارض_الكنانة